قام الشعب المصرى بثورته لينال حريته ويحطم القيود التى كانت تكبله لأكثر من 60 عاما وأشترك جميع الشعب المصرى بكل طوائفه وفئاته من الفقراء والمساكين والعمال والفلاحين والمثقفين والأميين والبدو والنوبيين والعسكريين وأختلطت دماء الجميع وأرتوت منه أرض مصر الطيبة وأنبتت رجالا بعد الثورة لا يخشون إلا الله الذى خلقهم أحرارا وجعلهم سواسية كاأسنان المشط لافرق بين غنى وفقير وأبيض وأسود أمام القانون .
ولكن الخارج الذى صعق من فوز الإسلاميين الكاسح خلال المرحلة الأولى جعله يهرول إلى المجلس العسكرى ليظهر له قلقه من النتائج خلال المرحلة الأولى فقد ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في عددها الصادر بتاريخ 7 ديسمبر الجاري، أن المجلس العسكري لن يترك البرلمان المنتخب في مصر ينفرد بصياغة الدستور الجديد، وأشارت الصحيفة إلى أن المجلس العسكري سيعين مجلسا استشاريا ليكون ذراعا له لإرشاد البرلمان في صياغة الدستور )) .
وأوضح اللواء مختار الملا لمجموعة من المراسلين معظمهم أمريكيون، أن "المجلس العسكري سيحتفظ بصلاحيات كاملة على البرلمان المقبل والحكومة". ووجه المراسلون سؤالاً للملا عما إذا كان المجلس الاستشاري الجديد عرض تقليل تأثير السلفيون المتشددون ممن يريدون فرض تطبيق الشريعة، فرد: "إطلاقاً.. الشعب المصري هو من سيمنع ذلك". مضيفاً: "سيكون هناك معايير متفق عليها من قبل الشعب، وهذا لا يعد تقليلاً من ثقتنا بالبرلمان المقبل، ما نراه هو انتخابات نزيهة وحرة، لكنها بالطبع ليست ممثلة لكل قطاعات الشعب".
وقال الدكتور سعد الكتاتني- النائب العام لحزب الحرية والعدالة: "سنستمر في رفضنا لمحاولات المجلس العسكري للتدخل، ونحن متفقون على أن يتم تمثيل الشعب كله وليس البرلمان فقط في الدستور المقبل"، مجدداً رفضه لمحاولات المجلس العسكري التدخل، متسائلاً: "لماذا يريد المجلس معارضة الإرادة الشعبية؟".
وفى الواقع أن كل الوثائق التى نشرت أقرت المادة الثانية من الإعلان الدستورى والتى تنص ((الإسلام دين الدولة ، واللغة العربية لغتها الرسمية ، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع .))
ولا خلاف عليها من كل التيارات السياسية فى مصر بل زاد عليها برنامج حزب الحرية والعدالة ( مع حق غير المسلمين فى الاحتكام إلى شرائعهم فى أحوالهم الشخصية )) .
وأقر حزب النور ذلك فى برنامجه على أن (( تأمين الحرية الدينية للأقباط وأثبات حقهم فى الأحتكام إلى ديانتهم فى أمور الأحوال الشخصية )) .
إذا القلق الخارجى ليس على المسيحيين بمصر لأنهم يعلمون جيدا أن الإسلام لا يدعوا إلى التضيق على الديانات الآخرى مثلما يحدث فى الغرب الذى يتشدق بالحرية والديموقراطية وإن كان يوجد تضيق فى السابق فقد حدث ممن كانوا يتبنون الفكر الغربى بحزافيره ويبتعدون عن الإسلام كل البعد وهم آل مبارك وحاشيته .
ولكن فى الحقيقة أن الغرب ينزعج على أحبائه الصهاينة ويخشون من صعود الإسلاميين الذين سوف يقفون بكل قوتهم مع أخوانهم الفلسطينيين حتى يقيموا دولتهم وينالوا حريتهم .
إن الجدل الذى يصنعه الغرب الآن على صفحات الصحف من هواجس ضد الإسلاميين فى مصر لم يحدث مع فوز التيار الإسلامى فى المغرب وتونس والمنتصر فى ليبيا لأنهم ليس من دول الطوق التى تطوق الصهاينة الذين يولولون ليلا ونهارا على تصاعد الإسلاميين فى مصر بعد أن ذاقوا علقمهم من تركيا التى مازالت علمانية ولكن يحكمها تيار ذو توجه إسلامى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق