26 ديسمبر 2011

هل المجلس العسكرى خان ثوار التحرير ؟

تنحى مبارك عن الحكم وأنطلقت الجماهير الغفيرة فى ميادين مصر تطلق الصواريخ وترقص فى الميادين وشاركهم فى ذلك الأحزاب والقوى السياسية والثوار من الشباب وتصارع الجميع فى الظهور على شاشات التلفاز ليعلن عن دوره فى الثورة وعن مطالبة التى تلخصت حينذاك فى حل مجلسى الشعب والشورى وحل الحزب الوطنى وأقالة حكومة شفيق وحل المجالس الشعبية ومحاكمة النظام السابق والذين قتلوا الشهداء ولم يقدم أى من الأحزاب والقوى السياسية والشياب الثائر أى خارطة طريق لمصر بعد سقوط النظام والسبب فى ذلك أن الجميع كان لا يضع فى حسبانه أن نظام مبارك ذو القبضة الفولاذية سوف يسقط فى 18 يوما .
وعلى الجانب الآخر كان المجلس العسكرى الذى تحمل السلطة  يفكر فى خارطة الطريق التى تمهد نقل السلطة إلى المدنيين ولكن المشهد السياسى على الأرض يؤكد يقينا أن الإسلاميين لهم الغلبة فى ميادين مصر وأن نقل السلطة سريعا بأنتخاب لجنة تأسيسية لوضع دستور جديد للبلاد سوف يمتلكها الإسلاميون بنسبة لا تقل عن 75% أو ما يزيد عن ذلك فأبتكر التعديلات الدستورية لأطالة الوقت حتى يتمكن العلمانيون والليبراليون من تنظيم صفوفهم ويمكن شباب الثورة من أنشاء أحزاب سياسية تعبر عنهم ولكنهم لم يتفهموا وجة نظر المجلس العسكرى وطالبوا بأسقاط الدستور وتشكيل لجنة لوضع الدستور الجديد وأعلن عن التعديلات الدستورية وأنقسم المصريون إلى فريقين فريق يطالب بالدستور أولا والآخر يطالب بتفعيل التعديلات الدستورية التى تحوى على أن أنتخابات مجلسى الشعب والشورى أولا ثم أنتخاب 100 عضوا منهما من الأعضاء الغير معينين لتشكيل لجنة لو ضع الدستور وتم الأستفتاء وكانت نسبة 77.2 % تؤيد التعديلات الدستورية ثم كان الإعلان الدستورى الذى نص فى مادته (41 ) تبدأ أجراءات أنتخابات مجلسى الشعب والشورى خلال 6شهور من تاريخ العمل بهذا الإعلان .
وذلك لأطالة المدة لنقل السلطة بعد أستحواذ وجهة نظر الإسلاميين على هذه النسبة العالية فى الأستفتاء ولكن شباب الثورة والآخريين أنشغلوا بمعركة قضى الأمر فيها شعبيا وهى معركة الدستور أولا وأتجه التيار الإسلامى إلى تأسيس أحزابه ولم يشغل نفسه بمعركة طواحين الهواء مما جعل المجلس العسكرى يعلن أنه سيقوم بتحمل مصروفات تأسيس الأحزاب للشباب لتوجيه أنظارهم إلى الطريق الصحيح لكنهم آبوا ذلك وظلوا يتصارعوا هم وآخريين على الظهور فى شاشات الفضائيات يطالبون الغاء الإرادة الشعبية وتنفيذ الإرادة الثورية ونسوا أن الإرادة الثورية تظل فى الدول المتحضرة حتى تسقط أول ورقة فى صناديق الأقتراع تعبر عن رأى الشعب فى طول البلاد وعرضها وظل الأحتقان والأستقطاب يزداد يوما بعد يوم ونهج شباب الثورة فرض رؤياهم من خلال الفضائيات والتظاهر والأعتصام بميدان التحرير ويلتف حولهم  الآلآف ونسوا أن مساحة مصر مليون كم مربع ويقطنها 81 مليون مواطنا وبعد الفشل فى المطالبة بالدستور اولا طالب بعضهم  بتأجيل الأنتخابات و نقلوا معركتهم إلى حكومة شرف الذى حملوه على الأعناق بميدان التحرير وطالبوا بأقالته لأنه لم يقوم بتنفيذ مطالب الثورة ولم يقدروا للرجل أنه يعمل فى ظروف تئن الجبال على تحملها وجاءت الأنتخابات رغم الأحداث الدموية التى أفقدت الشعب المصرى أبناءه من الشباب والشرطة والجيش وأصبحت الإرادة الشعبية هى التى تتحكم فى مجريات الأمور وبعد كل ما سبق يتهمون المجلس العسكرى بالتواطؤ مع الإسلاميين رغم أن المجلس العسكرى أعطاهم الفرصة تلو الأخرى لجمع شملهم وتوحيد صفوفهم  ولكنهم فضلوا الأختلاف والفرقة فذهبت ريحهم وفقدوا تأثيرهم .

هناك تعليق واحد: