إن تطور الأحداث بين المصريين تجعل الثورة تمر بمنحدر خطر فالفتنة التى أشتعلت بين المسلمين والمسيحيين وأسفرت عن مقتل 10 وأصابة 110 شخصا تنذر بعاصفة إذا لم يتم أحتوائها وما فعله المجلس الأعلى للقوات المسلحة من أعادة السكان إلى منازلهم التى تركوها وأصداره قرار ببناء الكنيسة فورا هو عين العقل والصواب وهذا ما فعله عمر بن عبد العزيز لما عزم الوليد بن عبد الملك بناء المسجد الأموى بدمشق وعرض على النصارى رغبته بأدراج كنيسة القديس يوحنا فى المسجد وقدم لهم تعويضا لبناء الكنيسة فى مكان آخر فأبوا وأحتجوا بالعهد الذى بينهم وبين المسلمين ولكن الوليد بنى المسجد وضم إليه الكنيسة ولما تولى عمر بن عبد العزيز شكى إليه نصارى دمشق ما حدث من الوليد فأمر بهدم الجزء من المسجد وإعادة الأرض إلى أصحابها وتعويضهم عن ذلك فلما أيقن علماء دمشق جدية عمر ذهبوا إلى رهبان النصارى وأستأذنوهم فى بيع الأرض للمسجد فوافق الرهبان - كما جاء فى العهدة العمرية التى كتبها الخليفة عمر بن الخطاب لأهل القدس عند فتحها ( وهذا ما أعطى أمير المؤمنين أهل إيلياء (القدس ) من الأمان أعطاهم أمانا لأنفسهم ولكنائسهم وصلبانهم --) ومن ذلك يجب على المسلمين والمسيحين الحفاظ على دور العبادة وعدم مساسها بأى سوء مهما كانت شدة الغضب ومن يتعدى ذلك فهو آثم ويستحق العقاب بلا رأفة أو رحمة لأنه يكون سببا فى أشعال نار الفتنة التى إذا إزدادت شرارها أكلت الأخضر واليابس وحرمت الوطن من الأمن والأمان .
أما المنحدرالخطير الثانى هو ما حدث اليوم فى ميدان التحرير بخروج شباب سماهم تدل على البلطجة إلى ميدان التحرير لفض الأعتصام بالميدان بحجة أعطاء الفرصة للحكومة الجديدة للعمل من أجل تحقيق مطالب الثورة وبدلا أن يتم التحاور بين الفريقين لأقناع أحدهما بفكر الآخر حدث أشتباك بينهما وقذف بعضهما بالطوب وفى ذلك دلالة على أن كل فريق يريد فرض رأيه بالقوة وهذا هو الخطر بعينه ففرض الرأى بالقوة يؤدى إلى الأستبداد والعنف ويجعل ما أكتسبه الشعب المصرى من ثورته البيضاء مجرد سرابا .
وأخيرا على الشعب المصرى بجميع طوائفة وأيديولوجياته أن يرحم نفسه لكى يرحمهم الله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق