تعجبنى النظرة العقلانية للأخوان المسلمين للأمور بعد الثورة فرغم أنهم الفصيل السياسى الوحيد بمصر الذى يملك قاعدة شعبية يستطيع من خلالها أستغلال الديموقراطية للوصول إلى سدة الحكم إلا أنهم ترفعوا عن ذلك ليس كراهية أو زهدا فى الحكم ولكن نتيجة للدراسة الجيدة لتجارب الآخريين ولأن الأوضاع فى الخارج ما زالت لديها حساسية لكل ما هو إسلامى كما أن الأوضاع الأقتصادية فى الداخل لا تحتمل الآن أى صدام أو حصار خارجى لمصر التى تحتاج إلى سنوات لتفك أرتباطها بالخارج أقتصاديا فالمتأمل فى الشأن المصرى يجد أن الأخوان قرروا أن يتم بناء مصر على أسس قوية سياسية وأقتصادية وأجتماعية والسبيل إلى ذلك هو مجلس الشعب الذى من خلاله يمكن سن القوانين التى من خلالها يتم توزيع الثروة توزيعا عادلا على الشعب والنهوض بالشعب المصرى تعليما وعلما وصحة والأعتماد على ذاته أقتصاديا وفى نفس الوقت يتم التوسع شعبيا خلال الفترة القادمة ومحو الصورة السيئة التى رسمها لهم النظام البائن خارجيا وداخليا وإن كان لهم القدرة الآن الحصول على ما يقرب من 75% من مقاعد مجلس الشعب إلا أنهم قرروا أن تكون نسبة المشاركة أقل من 50 % ليحصلواعلى أعلى نسبة فى المجلس وفى نفس الوقت يتركون متسع للتيارات السياسية الاخرى .
يقول البعض أن الأخوان لن يحصلوا إلا على نسبة 20% حتى لو ترشحوا بعدد المقاعد لأن الشعب بعد 25 يناير ليس هو الشعب قبل 25 يناير كما أن الأخوان كانوا يكتسبون تعاطف الناخبين نتيجة الحملة الأمنية الشرسة التى كان يستخدمها النظام البائن ضدهم كما أنهم يستخدمون الشعارات الدينية للتلاعب بمشاعر الناخبين وذلك كان مقبولا قبل الثورة نكاية فى الحزب الوطنى وأقول لهؤلاء وخاصة السياسين منهم إذا ظل ذلك الفكر مسيطرا عليكم فبعد 5 سنوات سيكون الأخوان لوحدهم فى الشارع السياسى لأن هذا الفكر خاطىء وتزييف للحقيقة فالأخوان يكتسبون شعبيتهم نتيجة التفاعل مع المواطنين والمشاركة الأجتماعية لهم فى السراء والضراء وتقديم العون المادى والمعنوى للمواطنين كما أنهم توسعوا فى أنشطتهم هذه بعد الثورة أما التيارات السياسية الأخرى فتجيد الخطاب من على المنابر ومن خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة أما التواجد الميدانى يكاد يكون معدوما أما القول بأنهم يستخدامون الشعارات الإسلامية للتلاعب بمشاعر الناخبين فنذكرهؤلاء أن التيار الإسلامى فى مصر ليس الأخوان فقط بل يوجد السلفيون والجماعات الإسلامية والصوفيون والأزهريون ـ ـ ـوغيرهم وكل هؤلاء أشد من الأخوان أستخداما لما هو دينى فهل لو دخلوا الأنتخابات يستطيعون تجيش المواطنين لصالحهم ؟!! الأجابة بالنفى والسبب معلوم هو نقص الخبرة التنظيمية وأنعدام التلاحم الشعبى .
لذلك يجب على التيارات السياسية أن تهيأ نفسها لمشاركة الشعب بسياسة واقعية وليس سياسة كلامية لتصنع لنفسها مكانا بين الجماهير الذين أصبحوا يملكون مفاتيح الدخول لمجلسى الشعب والشورى ورئاسة الجمهورية أما إذا ظلوا يهاجمون الأخوان ويتحاورون فيما بينهم على مدنية الدولة أم دينية الدولة فالوقت سيمر عليهم مرور الكرام لأنشغالهم بقضايا تم حسمها حتى من قبل الأخوان أنفسهl >
وثيقة أعلان الدستور المصرى بعد ثورة 25 يناير 2011 أضغط هنا
وثيقة أعلان الدستور المصرى بعد ثورة 25 يناير 2011 أضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق