28 مايو 2011

أسقاط فرعون وجمعة الغضب الثانية

شرف في كلمته أمام قمة الثمانية بفرنسا‏:‏<br>الشعب محور الحكم والدستور الجديد يضمن توازن السلطة
أخيرا مصر فى المقدمة بدون تزييف
برغم المظاهرات الشعبية العارمة برفض أحتلال العراق سقطت  بغداد بين أيدى الأمريكيين سقوط سريع ومروع و أدركنا الحقيقة المرة أننا كشعوب عربية لا أحد يستمع لصوتنا وأن العالم الخارجى لا يعيره أى أنتباه وأدركنا أن السبب فى ذلك هو ديكتاتورية حكامنا وأستأسدهم علينا وأذلالنا وتشويه صورتنا أمام العالم كشعوب وقررنا من يومها أن يكون هدفنا هو أسقاط نظام مبارك والوسيلة إلى ذلك هو النزول إلى الشارع وقرع الطبول لنزع الخوف من قلوب المصريين وتجريس النظام بنشر فساده وفى مدينة المحلة الكبرى تجمعت الأحزاب والقوى السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليساروتشابكت أيديهم وبدأنا بأول تظاهرة أمام مجلس المدينة وكان عددنا لا يزيد عن 50 شخصا من جميع التيارات وكانت هذه أول تظاهرة تندد بغلاء المعيشة ثم تلاها عدد من المظاهرات فى المساجد وكنا نذهب إلى ميدان التحرير فى القاهرة لمشاركة المتظاهرين هناك  ورغم أن الكثير من أصدقاءنا كانوا يحاولوا أقصاءنا عما نقوم به خوفا علينا ويقولون لنا ما فيش فايده إلا أننا كنا مؤمنين بما نقوم به وكنا دائما ندافع عن وجهة نظرنا بأننا نفعل ما علينا أما النتائج فهى فى يد المولى سبحانه وتعالى ولكن كنا نرى زيادة أعددنا مع كل تظاهرة ثم جاءت أحداث أضرابات عمال شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة وأصبحت المدينة على صفيح ساخن وكانت أحداث 6/3/2008 مؤشرا خطيرا على ضيق الأمن مما نقوم به فقاموا بالأعتداء علينا بميدان الشون وأعتقلوا 9 أشخاص منا ولكن صممنا على أطلاق سراحهم أو أعتقلنا معهم وتم أطلاق سراحهم وأصبحت مدينة المحلة الكبرى معده ومجهزه لأطلاق شرارة الثورة وكان الإعلان عن أضراب 6 أبريل من قبل العمال ولكنهم لم يشاركوا فيه وكانت المدينة مشدودة أمنيا بدرجة عالية أدت إلى أستفزاز المواطنين وقام بعض شباب حركة كفاية بالهتاف بسقوط حسنى مبارك مما أدى إلى أشتباك الأمن معهم وتتطور الأمر بأستخدام القوة المفرطة من قبل الأمن إلى ثورة الأهالى بالمدينة وتم أعتقال العشرات ومقتل 3 من ابناء المحلة الكبرى وتم السيطرة الأمنية على المدينة بعد يومين وبدأت التظاهرات والأعتصامات الفئوية تنتشر فى كل مكان فى مصر وبدأ ناقوس الخطر يدق للنظام الحاكم ولكنه كان يعتمد على قبضته الفولاذية الأمنية ورفض الأستماع إلى صوت العقلاء من أبناء مصر يتلبية مطالب المواطنين وجاءت أنتخابات التجديد النصفى لمجلس الشورى وأنتخابات مجلس الشعب بنتائج مخيبة للأمال وصفعة على وجه الشعب المصرى وأستهتارا وأستهزاء به وكان نجاح الثورة التونسية بشارة خير للمصريين وأعادة الأمل إليهم وتعلموا منها أن الشعب قادر على أستئصال النظام الديكتاتورى الفاسد مهما كانت قوته وكان إعلان بعض الشباب على موقع الفيس بوك للخروج للتظاهر يوم 25 يناير يوم عيد الشرطة للأعتراض على أسلوب رجال الأمن فى تعاملهم  مع المواطنين لقى ترحيبا من الأحزاب والقوى السياسية وقرروا المشاركة بأستثناء قلة من بعض التيار اليسارى والأحزاب الديكورية الذين رفضوا المشاركة وللأسف هؤلاء هم الذين ركبوا الثورة بعد ذلك بل وأحيانا يتحدثون بأسمها  ونجح الشعب المصرى فى أسقاط فرعون مصر ونظامه وبدأ يستنشق نسيم الحرية .
ولكن السؤال الذى يطرح نفسه الآن هل جمعة الغضب الثانية كانت ضرورية ؟ وهل نجحت ؟ وهل ستحقق مطالبها ؟
إن حق التظاهر حق مشروع طالما بطريقة سلمية وكل مصرى له حق التعبير عن رأيه طالما لا يعتدى على حقوق الآخريين ولكن أكثر مطالب جمعة الغضب  هى فى الحقيقة أعتداء على حقوق الأغلبية من الشعب المصرى الذين خرجوا للتصويت وقالوا نعم للتعيلات الدستورية وعددهم 18 مليونا وإن كان الذين قالوا لا وعددهم 4 مليون أستجاب لندائهم فى جمعة الغضب الثانية ما يقرب من نصف مليون فى القاهرة وجميع المحافظات فالذين قالوا نعم قادرين على تجيش ما يقرب من 5 مليون فى القاهرة وجميع المحافظات وأذا دخلنا هذه الدائرة فلن نخرج منها وسوف تأكل الثورة نفسها وأبنائها كما أن النداء للمظاهرات فى وقت نحمل فيه الحكومة التردى الأمنى أدى إلى محاولة هروب بعض المحجوزين فى الأقسام مما سيؤثر على الحالة الأمنية سلبا كما أن هناك العشرات الذين رفضوا فض المظاهرة فى الوقت الذى أعلنه منظمو التظاهرة وقرروا الأعتصام مما سوف يؤدى فى النهاية إلى التصادم مع سكان ميدان التحرير أو مع المواطنين المارين بسياراتهم من الميدان أو مع الشرطة والجيش وكل ذلك أدى وسيؤدى إلى فشل جمعة الغضب الثانية أما تحقيق مطالبها فلم ولن يكون لأنه يخالف رأى الأغلبية .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق