أثناء الثورة أجتمع الشعب من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار على شعار واحد هو الشعب يريد أسقاط النظام وفوجىء الجميع بهشاشة النظام الحاكم وسقوطة سقوطا مريعا خلال 18 يوما ولم يسأل أحدا فينا نفسه ماذا لوسقط النظام ؟ وما هى خريطة الطريق بعد ذلك ؟ وحتى بعد سقوط النظام كان أمام الثوار والأحزاب فرصة ذهبية لوضع خريطة الطريق والنظام الجديد للدولة ولكنهم للأسف الشديد أنشغلوا بمهاجمة بعضهم لبعض وكل فريق منهم وضع مصالحة الضيقة وأثبات وجوده فوق المصلحة العامة مما جعل المجلس العسكرى يتدخل لوضع خارطة الطريق فقام بتشكيل لجنة للتعديلات الدستورية التى رسمت للشعب خريطة الطريق التى يسيرون فيها ووافق أغلبية الشعب عليها لأنهم لم يجدوا لها بديلا سواء من الشباب أو الأحزاب والقوى السياسية الذين غلب عليهم أسلوب المعارضة والذى مازال يسيطر عليهم رغم أن النظام الذى كانوا يعارضونه ذهب أدراج الرياح وأصبحوا هم أصحاب مقاليد الأمور فى مصر والدليل على كلامى هل أتفق الأحزاب والقوى السياسة والشباب والنقابات على شكل النظام الحاكم فى مصر ؟ هل سيكون نظام برلمانى أو رئاسى أو مختلط ؟ ماذا عن نسبة العمال والفلاحين ؟ هل سيقبلوا نتائج صناديق الأقتراع أم سيحدث جدلا وأعتصامات لا تنتهى بعد إعلان النتيجة كما حدث بعد نتيجة الأستفتاء ؟ مانوع السياسة الأقتصادية هل ستكون حرة أو موجهة ؟ من الذى سيحمى الديموقراطية الجيش أم الشعب ؟ إن الوثائق المقدمة من الأزهر والبردعى والمجلس الوطنى والبسطويسى والتحالف الديموقراطى أختلفت فيما بينها على الأجابة على هذه الأسئلة بل أن هناك من الأسئلة لم يتم الأجابة عليها فى الوثائق المقدمة والتى من الضرورى فتح النقاش المجتمعى حولها قبل أتخاذ قرار فيها وأهمها نسبة العمال والفلاحين هل سيتم الأبقاء عليها أو ألغائها وفى حالة ألغائها ما هو رد الفعل المتوقع من العمال والفلاحين الذان يعتبران من الأغلبية الصامتة حتى الآن .
أننى أنصح الساسة والمثقفين فى هذه المرحلة فتح الحوار والنقاش فى كل النقاط العالقة بينهم وكذلك فى القضايا الهامة قبل الدخول فى الأنتخابات حتى يعلموا ماذا يريد أغلبية الشعب حتى لا يصتدموا بردود أفعال شعبية قوية تفقد الثقة بين الشعب وأول برلمان يمثله بعد الثورة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق