يا عينى يا عينى----يا عينى على البلد

لن نتحدث عن التزوير والتقفيل وأستخدام العنف والبلطجة وعن مرشح ليس له شعبية وينجح من الجولة الأولى فكل تلك الأفعال متوقعة من العفريت ذو القوة السحرية الذى يدعى الحزب الوطنى فإن كان عفريت سليمان كان قادرا على أحضار عرش ملكة سبأ قبل أن يقوم سليمان من مجلسه وكان الذى عنده علم من الكتاب قادرا على يأتيه به قبل أن يرتد أليه طرفه فالعفريت الوطنى غلب هذين فى قدرتهما ووضع نتأئج وأختيارات العباد والبلاد قبل أن تبدأ .

وأنتخابات مجلس الشعب لعام 2010 مشابهة تماما لأنتخابات 1995 والفرق بينهما أن أنتخابات مجلس الشعب عام 1995 كان يديرها الحرس القديم الذين كانوا أكثر حنكة وخبرة من الحرس الجديد الذين يغلب عليهم العصبية وعدم الخبرة وقلة الحيلة فيلجاءون إلى أساليب مكشوفة وهزلية يراها الأعمى قبل البصير ويدركها المجنون قبل العاقل .

وإن كانت أنتخابات مجلس الشعب عام 1995 تولد منها حكم المحكمة الدستورية بالأشراف القضائى الكامل على الأنتخابات  فأنكشفت عورات الحزب الوطنى الذى يدعى الأغلبية فحصد فى أنتخابات عام 2000 على نسبة 37.5 % من مقاعد مجلس الشعب وبدلا من أن يعى الدرس تمادى فى غروره فلقنه الشعب درسا فى أنتخابات 2005 وحصد بعد تجاوزات خطيرة على نسبة 31% وبدلا من أن يتصالح الحزب الوطنى مع شعبه ليرتفع بشعبيته ففكر وقرر  أن يقوم بتعديل الدستور حتى لا يصبح للشعب صوتا يواجهه به وتم ألغاء الأشراف القضائى على كل صندوق ورجعت ريما لعادتها القديمة .

ونعتقد أن أنتخابات 2010 رغم ما ظهر فيها من سلبيات وتجاوزات ليست شرا للشعب المصرى بل ستكون خيرا لهم لأنها ستجمع الأحزاب والقوى الشعبية والشعب فى بوتقة واحدة للمطالبة بالتغيير وليس الأصلاح الذى فقد الشعب والأحزاب والقوى السياسية الأمل فيه على أيدى الحزب الوطنى الذى يدعى الديموقراطية والتى هى فى أعتقاده أن لا تزيد عن ثرثرة فى صفحات الصحف أو الوقفات الأحتجاجية أما المشاركة فى الحكم أو تداول السلطة فهو محرما على الشعب المصرى لأنه لم ينضج بعد .

لذلك على كل غيور على مصر التى أصبحت مهيأة لتبديل ثيابها البالية بثياب تتزين بالحرية والديموقراطية الحقيقية أن يرمى وراء ظهره مصالحة الشخصية ويكف عن أن يلهث وراء مقعد تحت القبة ويجنب خلافته مع الآخريين ليسير الجميع فى طريق واحد يسمى طريق التغيير .