29 أبريل 2011

عصام شرف والخروج من عنق الزجاجة

منذ قرر المجلس الأعلى للقوات المسلحة قبول أستقالة حكومة رئيس الوزراء أحمد شفيق وتكليف د/ عصام شرف بتشكيل حكومة تسيير أعمال منذ 3/3/2011 وفى اليوم الثانى أشترك فى المظاهرة المليونية بميدان التحرير وتم أستقباله أستقبال حافل من قبل الجماهير المصرية بالميدان وبعد أن أكتسب الرجل شرعيته الشعبية تم تشكيل حكومته والتى سوف يكتمل عمرها بعد بضع أيام شهرين .
نتائج مثمرة لجولة شرف الخليجية
د /عصام شرف
وفى الحقيقة أن د/ عصام شرف تم تكليفه ومصر تمر بمنحدر خطير فالتظاهرات ذو المطالب السياسية والفئوية تعم أنحاء مصر والمؤشرات الأقتصادية سلبية وخطيرة والوضع الأجتماعى منفلت أمنيا وأعمال البلطجة منتشرة .
والسؤال الذى يطرح نفسه ما الذى قدمه عصام شرف وحكومته لمصر ؟ وهل سيستطيع الخروج بمصر من عنق الزجاجة ؟
وللأجابة على ذلك السؤال سوف نستعرض معا خطوات عصام شرف وحكومته على جميع المستويات لنستشعر معا هل هذه المؤشرات أيجابية وتنبىء بمسار صحيح للثورة أم أنها سلبية وتتعارض مع أهداف الثورة .
ولنبدأ معا بالمجال السياسى التى قامت الثورة من أجله وهو الحرية وأن يكون حكم الشعب بالشعب .
أتخذ المجلس الأعلى للقوات المسلحة ود / عصام شرف وحكومته عدة قرارات وخطوات هامة للسير فى الطريق الديموقراطى الحقيقى بدأت بالتعديل الدستورى والتصويت عليه بالرقم القومى وتعديل قانون الأحزاب والأعلان الدستورى وأنتخابات الجامعات وتغيير رؤساء الصحف القومية وأتحاد الأذاعة والتليفزيون والمحافظين والأعلان بأن يتمتع جميع المصريون بالخارج بحقوقهم السياسية وأحالة روؤس الفساد إلى المحاكمة وحل أمن الدولة و الحزب الوطنى وأستعادة الحكومة مقراته وفتح الحوار الوطنى مع جميع التيارات السياسية ولم يتبقى من النظام البائن إلا المجالس الشعبية المحلية التى سوف يتم حلها عاجلا أو آجلا .
كما أن الدكتور عصام شرف أصتدم فى بداية توليه رئاسة الوزراء بما يقرب ب180 وقفة أحتجاجية فئوية ومظاهرات فى اليوم الواحد على مستوى الجمهورية منها على سبيل المثال وليس الحصر مظاهرات ذو الأحتياجات الخاصة والموظفين بعقود مؤقتة والآثريين والأقباط والسلفيين والشرطة والعاملين بالدولة والبنوك والبريد وأصحاب مصانع الغزل والنسيج ومشاكل البدو بسيناء وأيضا مشاكل النوبيين وأستطاع عصام شرف حل معظم المشاكل بالحوار المباشر من قبله أو من قبل وزراءه وأتخاذ قرارات فورية لبعض المشاكل وكانت مشكلة قنا معضلة أستمرت لبضع أيام وتم فيها تعطيل حركة القطارات وأستطاع أيضا حلها بطريقة تحفظ ماء وجه الحكومة وفى نفس الوقت تلبى مطالب أهالى قنا وأنخفض مؤشر التظاهر والأحتجاجات الفئوية ليصبح ما بين 15 ـ 20 تظاهرة يوميا .
أما على مستوى السياسة الخارجية فقد بدأ بداية صحيحة بزيارة السودان الشقيق والجار بشماله وجنوبه ثم زيارة دول الخليج والتصريح بتحسين العلاقة مع أيران والتعاون مع دول حوض النيل وتقديم أعتذار فورى لتونس الشقيقة للأحداث المؤسفة فى مباراة كرة القدم  والنجاح فى المصالحة الفلسطينية .
على المستوى الأقتصادى 
أتخذ د/ عصام شرف منهج الصراحة والشفافية مع الشعب المصرى فأعلن أن الأقتصاد المصرى يقترب من الخطوط الحمراء بعد الزيادة الكبيرة فى عجز الموازنة العامة للدولة وميزان المدفوعات بالأضافة إلى أنحسار الصادرات والأحتياطات الأجنبية كما جعل مشكلة البطالة أمام عينيه وأستغل كل الفرص لأنعاش الأقتصاد المصرى ففى لقاءه مع وزير التجارة والصناعة الأردنى بحث حالات التعاون بين مصر والأردن فى الوقت الحالى وأعلنت السيدة كاثرين آستون منسقة السياسة الخارجية بالأتحاد الأوربى بعد لقائها معه تقديم جميع أشكال الدعم لمصر وكذلك هيلارى كلينتون التى أعلنت تقديم 230 مليون دولار لدعم الأستثمار فى مصر وأعلن يوب داد لى أن الشركات البريطانية سوف تقيم مشروعا للغاز بمصر بأستثمارات تقدر 11 مليار دولار ويوفر 5 الآف فرصة عمل وأثناء زيارته للسودان أتفق الطرفان المصرى والسودانى على أستيراد مصر 500 طن لحوم بتلو طازجة يوما من السودان من مليار طن وتم الأتفاق على زراعة 100ألف فدان تضم 100ألف عامل تزداد فى المرحلة المقبلة إلى مليون فدان وتم الأتفاق بأن يقفز حجم التجارة بين البلدين من 700مليون دولار إلى مليار دولار كما أسفرت مباحثاته مع وفد غرفة التجارة والصناعة بالكويت عن تأسيس شركة كويتية للعمل فى مصر بالبورصة برأس مال مليار جنيه وناقش مع وزير المالية والبترول أقامة مشروع عملاق بمسطرد يوفر ما تستورده مصر من المنتجات البترولية الحقيقية ويوفر 10 الآف فرصة عمل جديدة وبتكلفة 3.7مليار جنية وأكد على ضرورة توفير الطاقة خلال الفترة المقبلة لجذب الأستثمار وخصص مبلغ 100مليون جنية من الصندوق الأجتماعى للتنمية اتشغيل أكبر عدد من العمال الذين عادوا من ليبيا .
على المستوى الأجتماعى
إن أهم موضوع كان يقلق المجتمع المصرى هو موضوع الأمن وأنتشار البلطجية وإستطاع الدكتور عصام شرف ووزير داخليته بنشر رجال الأمن بنسبة 75% ويعملان جاهدان بان تصل النسبة 100% خلال الفترة المقبلة كما أن أهم مشاكل المجتمع والتى تعوق تقدمه ودفعه إلى الأمام هى التعليم والأمية والصحة وإن  ذلك يحتاج إلى دراسة وخطة يساهم فيها العلماء والمتخصصين فى هذه المجالات ويتم تنقيذها فى أسرع وقت أما مشكلة الأسكان لمحدودى الدخل والشباب فقد أكد ضرورة الأتجاه فى هذا المجال وأتمام أنشاء مليون وحدة خلال فترة زمنية تصل إلى 5 سنوات .
على المستوى الأدارى 
إن الجهاز الأدارى بمصر كانت تتحكم فيه روؤس فاسدة نشرت أمراضها فيه حتى أصابت الكبير والصغير وكان ذلك بسبب تعطيل أحكام القضاء والتستر على قضايا الفساد مما جعل المفسدين لا يخشون أحد إلا العقول المدبرة لنشر الفساد والتى كانت تقدم بين الحين والآخر ضحية لأسكات الرأى العام وخير ما فعل الدكتور شرف بأنشاء جهاز لمحاسبة الفاسدين والقضاء على الفساد .
وبعد سرد كل ما سبق أرى أن د/ عصام شرف وحكومته أستطاعوا النهوض بمصر من قاع الزجاجة وأصبحت منحشرة فى عنق الزجاجة فهل سيستطيع المرور بمصر من عنقها ؟
هذا ما سوف تجيب عنه الأيام القادمة خاصة أن هناك بعض التصرفات الغير مسئولة من فبل بعض المصريين بدأت تظهر على السطح مثل قطع الطرق والسكك الحديدية وتعطيل العمل وملف السلفيين والأقباط .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق