5 أبريل 2011

أقتصاد مصر بعد الثورة

إن أى ثورة تقوم لتغيير النظام السياسى فيها يقابله على التوازى أنخفاض فى المؤشر الأقتصادى والشعوب المدركة لذلك تعمل بفطنة وكياسة لكى لا يتحول الأنخفاض الأقتصادى إلى أنهيار أقتصادى فتتحول الثورة إلى مجاعة وتتحول المجاعة إلى أعصار فوضوى وهو ما يعرف بأسم (( ثورة الجياع )) التى لا تبقى ولا تذر ولا تترك أخضرا ولا يابسا إلا وأهلكتة .
صحيح أن الأقتصاد المصرى متنوع ولا يعتمد على قطاع أو قطاعين إذا توقفا يؤدى إلى كارثة أقتصادية ولكن عدم الأستقرار السياسى والأمنى يؤدى إلى أنخفاض قطاع ورآء الآخر فعلى سبيل المثال ثأثر سلبيا منذ بداية الثورة البورصة ثم تلاها قطاع السياحة ثم تلاها قطاع الصناعات التحويلية وتلاهم التشيد والبناء وتبعهم أنخفاض فى الأستثمارات الأجنبية وقناة السويس والجمارك .
وقد صرح محافظ البنك المركزى فاروق العقدة أن إجمالى الأستثمارات الأجنبية التى خرجت من سوق سندات وأذون الخزانة خلال الفترة من 20 يناير إلى 30 مارس 2011 ـ 7.5 مليار دولار .
كما أن المستثمرين الأجانب الموجودين فى مصر الآن لا يمثلون سوى 10 % من حجم المستثمرين فى السابق حيث كان حجم الأستثمار الأجنبى 10 مليار دولار لكنه الآن لا يتجاوز مليار دولار .
وقد تراجع الأحتياطى من العملات الأجنبية إلى 30.1 مليار دولار فى نهاية شهر مارس الماضى مقابل 36 مليار فى بداية عام 2011 أى أن مصر فقدت حوالى 6 مليار دولار خلال 3 شهور بعدل 2 مليار دولار شهريا ولو ظل الو ضع كما هو عليه الآن فسوف تفقد مصر الأحتياطى من العملة الأجنبية خلال 15 شهرا وهذا ما لا يتمناه أى مصرى يخاف على بلده ووطنه .
كما أرتفع المؤشر فى عجز الميزان التجارى نتيجة أرتفاع أعباء الواردات وأنخفاض الصادرات وأنخفاض الجنية المصرى مقابل الدولار الذى أدى إلى أرتفاع الأسعار المحلية .
إن معنى ما سبق هو أرتفاع معدل البطالة الذى يؤدى بدوره إلى أنتشار السرقة وأرتفاع معدل الجريمة والمخدرات وزيادة حالات الطلاق وتفشى ظاهرة أطفال الشوارع وحقد الفقراء على الأغنياء الذى سوف يشتعل يوما بعد يوم إلى أن يؤدى إلى ثورة الجياع .
والحمد الله إننا فى كل ما سبق نستخدم كلمة أنخفاض وليس كلمة أنهيار لكن يمكن للشعب المصرى العظيم الذى قام بثورته البيضاء التى سوف تدرس على المستوى العالمى مثل حرب أكتوبر المجيدة أن يلغى كلمة أنخفاض وأنهيار من قاموسه إلى كلمات أرتفاع وتقدم ورخاء ولكى نحقق ذلك  فعلى الشعب المصرى العظيم دور وعلى الحكومة الدور الآخر .
ـ ما يجب على الشعب المصرى 
1- وقف الأحتجاجات الفئوية  التى تؤدى إلى أرسال أشارات للخارج بعدم الأستقرار فتجعل المستثمر الأجنبى لا يرغب فى الأستثمار فى مصر وتؤثر سلبا على قطاع السياحة كما يجب وقف الأعمال الأستفزازية التى تثير الرعب فى الخارج قبل الداخل مثل حرق الأضرحة والتصريحات النارية التى تضر الوطن ولا تفيده فاللجميع الحق فى عرض أيديولوجيته دون التجريح أو أستفزاز الآخر .
2- العمل بجد كلا فى مكان عمله ويكون العمل هو مشروع قومى لكل مصرى من أجل دوران عجلة الأنتاج ونهضة مصر وتقدمها .
ـ ما يجب على الحكومة 
1- لابد من عودة الأمن بشكل كامل ليطمئن كل فرد على ممتلكاته وأنتظام الشارع ويتم الحد من البلطجة والسرقة فالأمن والأمان عنصر أساسى للأستثمار والأستقرار الأقتصادى .
2- تيسيروتحسين أجراءات الأستثمار بشكل يجذب المستثمرين .
3- التنمية الزراعية والصناعية ويجب الأتجاة بقوة نحو السودان للتنمية الزراعية ووضع خطة لأستصلاح الأراضى القابلة للزراعة بمصر والتركيز على السلع الأستراتيجية خاصة القمح كما يجب دعم قطاع الصناعة ليكون قويا له القدرة التصديرية والأتجاه إلى أفريقيا .
4- ترشيد الأستيراد ليكون فى أضيق الحدود حتى يتم تضيق الفجوة فى الميزان التجارى .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق