بعد نجاح الثورة فى قلع حسنى مبارك عن الحكم ظهرعلى الساحة السياسية التيار الإسلامى بمختلف فصائلة فقبل الثورة كان الأخوان المسلمين وحزب العمل هما الفصيلان الذان يعملان فى السياسية وتحملا من الدسائس والمكائد الكثير من أجل أعلاء الحق ومكافحة الباطل وبعد الثورة خرج من رحمها حزب الوسط وحزب النور وحزب البناء والتنمية ـ ـ وغيرهم من الأحزاب وتوحد التيار الإسلامى أثناء التعديلات الدستورية وكذلك فى عدم الأستجابة إلى المظاهرات المليونية إلا عند الضرورة من أجل الأستقرار والتنمية مما جعل التيار الإسلامى يكتسب رضا المواطنين ولكن المشهد أصبح مختلفا عند فتح باب الترشيح لأنتخابات مجلسى الشعب والشورى وبدأ الأختلاف والتنازع يدب بينهم على نسبة الترشح للمقاعد فى الدوائر الأنتخابية وبدأ كل فصيل يعلن عن ترشحه فى معظم الدوائر الأنتخابية دون التنسيق مع الآخر وأصبح هناك أحتمالان لا ثالث لهما كلاهما سيكون مرا فى حلق التيار الإسلامى :-
أولا :- فرضنا على سبيل المثال أن التيار الإسلامى حصل على نفس النسبة التى قالت نعم للتعديلات الدستورية وهى نسبة 77% وأصبح له الأغلبية المطلقة وبذلك سوف يتحمل لوحده كل السلبيات والتناقضات الموجودة فى المجتمع الآن والذى تسبب فيها الأنظمة السابقة وسيصبح أصحابها هم الأقلية والمعارضة رغم أنهم فعلا كذلك فى الشارع إلا أنهم سيملئون الدنيا ضجيجيا بعد فترة قصيرة أن الإسلاميين فشلوا فى حل مشاكل المجتمع رغم علمهم أن هذه المشاكل تحتاج إلى سنوات لحلها وستكون كل مهمتم هو تقليب الداخل والخارج على الإسلاميين والعواقب معلومة ومعروفة من تجارب الدول الآخرى.
ثانيا :- إن ترشح الإسلاميين فى قوائم منفصلة وعلى المقاعد الفردية فى الدوائر يمكن أن يأتى بنتائج عكسية لأنه سوف يشتت أصواتهم ويظهرهم فى صورة المتصارعين على المقاعد البرلمانية مما سيؤدى إلى ضرب بعضهم ببعضا ويفقدهم بعض الرضا الشعبى الذى أكتسبوه منذ قيام الثورة ولو أستطاع فصيل التفوق على الآخريين سيؤثر ذلك على العلاقة فيما بينهم فى المستقبل القريب كما يمكن لهذا التضارب فى القوائم والمقاعد أن يكون فى صالح التيارات الآخرى .
ويجب أن يطرح الإسلاميين على أنفسهم السؤال الآتى :- لماذا نتحمل وحدنا هذا الميراث البغيض الثقيل والذى لم يكن من صنعنا ؟ !!! ا وأمام التيار الإسلامى الكثير لتغيير ثقافة زرعت زرعا لأكثر من قرنين بذرتها العلمانية ومحصولها المادية ويجب التدرج فى هذا الآمر ولا يؤخذ بنظام الصدمة حتى لا يأتى بنتائج كارثية كما يجب أن نتحرر أقتصاديا حتى يكون قرارنا بأيدينا .
والحل هو فى توحيد صفوف التيار الإسلامى والتنازل لبعضهم البعض والأيثار بينهم حتى يكونوا مثلا يحتذى به للأخريين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق