11 يناير 2011

الغضب الشعبى العربى (حرامية -بلطجية - عناصر أرهابية )

فى الدول الحرة لما تغضب شعوبها نتيجة سياسة حكومتها فتقوم بأضراب أو أعتصام أو عصيان مدنى أو حتى أعمال عنف لا تطلق الحكومات التى جآءت بالأرادة الشعبية على الأحداث مسميات تجعل شعوبها تنفر منها خوفا من الغضب الشعبى لشعوبها وأسقاطها فى الأنتخابات القادمة .
أما الدول العربية والتى لا يستطيع تغيير أنظمتها  إلا ملك الموت تطلق من المسميات والألقاب على غضب شعوبها ما تقشعر منه الأبدان وتأبى الأذن ان تسمعه .
ففى مصر وبعد أن وضعت الحرب أوزارها مع الصهاينة بعد حرب 1973  وبدأ النظام الحاكم حينذاك وجهازه الأعلامى بتبشير المصريين بالرخاء والعيشة الكريمة بعد عناء وتقشف ظل سنوات يلتفا حول عنق الشعب المصرى فجأة المجموعة الأقتصادية الشعب برفع أسعار 24 سلعة دفعة واحدة معظمها من السلع الأساسية فخرج الشعب المصرى فى يوم 19,18يناير عام 1977من الأسكندرية إلى أسوان غاضبا من قرار الحكومة برفع الأسعار وللأسف الشديد أطلق على أنتفاضة الشعب وغضبه من قبل النظام الحاكم وجهازه الأعلامى (( أنتفاضة الحرامية )) .
وفى 6 أبريل عام 2008 لما أعلن عمال غزل المحلة أضرابا لتحسين أوضاعهم المادية وتتضامن معهم معظم الشعب المصرى الذين يعانون من تدنى فى المستوى المعيشى وأنتشار البطالة بين الشباب ومع أن عمال غزل المحلة تراجعوا عن أضرابهم إلا أن ما يقرب من 06% من الشعب المصرى أستجابوا للدعوة وأغلقت المحلات وأمتعنت وسائل النقل الخاصة عن العمل وكانت الشوارع شبه خاوية كأنه يوم أجازة رسمية وكاد اليوم أن يمر بسلام وأمان لولا حدوث خطأ من مدير أمن محافظة الغربية الذى كان متواجد فى مدينة المحلة الكبرى بتعليماته لجنوده بفض تجمع لمجموعة من الشباب تهتف بأسقاط الحكومة والتوزيع العادل للثروة على الشعب المصرى مما أدى إلى أشتباك جنود الأمن المركزى معهم ومطاردتهم من وسط المدينة حتى ميدان الشون الذى كان متكدس بالمواطنين مما جعل رجال الأمن يضربون القنابل المسيلة للدموع على تجمعات المواطنين والقبض العشوائى على بعض الشباب ورد عليهم المواطنين بقذفهم بالحجارة وأستمرت أحداث الشغب بين الطرفين لمدة يومين وأطلق النظام الحاكم وجهازه الإعلامى على الغضب الشعبى (( أعمال البلطجية )) .
وفى بداية عام  2011خرج كل من الشعب الجزائرى والتونسى للتعبير عن غضبهم من سوء الأحوال المعيشية والبطالة التى أدت إلى أنتحار بعض الشباب فى تونس ولكن النظام الحاكم فى تونس أستخدم تعبيرا جديدا لغضب شعبه (( عناصر أرهابية )) ومن الواضح أنه يخاطب بهذا المسمى الخارج الذى ينتفض من كلمة أرهاب أو أرهابيين .
ونتوقع أن عام 2011 سوف يشهد الكثير من الغضب الشعبى فى العالم العربى نتيجة سوء أحواله المعيشية مع تحسن فى الأداء الأقتصادى لمعظم الدول العربية الذى يقابله فى نفس الوقت الأفراط فى فرض الضرائب والرسوم وأرتفاع معدل الفقر والبطالة وأرتفاع فى الأسعاروطبعا سيقابل الغضب الشعبى من قبل الأنظمة الحاكمة الكثير من الألقاب الغريبة والعجيبة لأنهم نسوا بطول الآمد والتمكن من الحكم بدون منازع أن الدولة عبارة عن نظام حاكم وشعب فطمسوا الشعب وأصبحت الدولة تختزل نفسها طبقا لوجهة نظرهم فى النظام الحاكم فقط .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق